قال: مضى الكلام مستوفى عن هذه المسألة ضمن الكلام على مسألة إعمال الحيل الظاهرة والباطنة لدفع ما جاءت به الرسل والفَرق بين هاتين المسألتين: أن تلك أعم من هذه، فكل المكر حيلة، وليس كل حيلة مكرًا كما سبق بيان ذلك.
المسألة السادسة والسبعون: أن أئمتهم إما عالم فاجر وإما عابد جاهل كما في قوله وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ إلى قوله: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ .
السابعة والسبعون: أن أئمة الكفرة إما عالم فاجر أو عابد جاهل كقوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فالكفرة لا يأتمون بعلماء ربانيين وبعُبَّاد صالحين، بل يأتمون بعلماء فسقة فجرة انحرفوا عن الحق وضلوا، أو بعُبَّاد جهال يتعبدون على جهل وضلال؛ ولهذا قال الله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فالأحبار: هم العلماء، والرهبان: هم العُبَّاد.
وكذلك قول الله تعالى: وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ هؤلاء يحرفون الكَلِم من بعد ما عقلوه، هذا يدل على فجورهم وفسقهم، علماء ضلَّال يحرفون الكلم من بعد ما عقلوه وعرفوه، فيقتدي بهم هؤلاء الجهال والضلَّال من الكفرة.
فالواجب على المسلم أن يقتدي بالعلماء الربانيين العالمين اللذين منَّ الله عليهم بالعلم والعمل، يقتدي بهم ويأخذ بأقوالهم؛ لأنه يرشده إلى الدليل وإلى الحق، وليحذر من الأخذ عن العالم الفاسق أو العابد الجاهل. نعم.
مواعيد جويلية 2024
الآن 47
هذا اليوم 5164
بالامس 5447
لهذا الأسبوع 5164
لهذا الشهر 119295
لهذه السنة 1274908
منذ البدء 13544665
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14