فالقلب لا يَصلُح ولا يُفلِح، ولا ينعم ولا يُسَر، ولا يهتدي، ولا يطيب، ولا يسكن ولا يطمئن ؛ إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يهتدي به من المخلوقات ؛ لم يطمئن ولم يسكن إذا فيه فقر ذاتي إلى ربه، من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور، واللذة والنعمة، والسكون والطمأنينة.
يعني: مهما أتى في الدنيا من أنواع ما يفرح القلب من أنواع الملذات، فالقلب فقير ليس له لذة ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بعبادة الله، فإذا لم يعبد الله فاته اللذة ؛ ولو أتى جميع ما في المخلوقات من جميع أنواع الملذات ؛ فإنها لا تفيده شيئا، بل هو فقير بالذات إلى عبادة الله ؛ فلا تسكن نفسه ولا تطمئن إلا بعبادة الله.
ثم أيضا عبادة الله ما تحصل للإنسان إلا بإعانة الله وتوفيقه ؛ فلا بد من الاستعانة بالله والتوكل عليه:
مواعيد جويلية 2024