رسالة العبودية شرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 159

شرح رسالة العبودية طبقات البشر
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

طبقات البشر

والناس في هذا على درجات متفاوتة، لا يحصى طرقها إلا الله، فأكمل الخلق وأفضلهم وأعلاهم وأقربهم إلى الله وأقواهم وأهداهم: أتمهم عبودية لله من هذا الوجه.

وهذه هي حقيقة دين الإسلام، الذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهي: أن يستسلم العبد لله لا لغيره، فالمستسلم له ولغيره مشرك، والممتنع عن الاستسلام له مستكبر.

هذه حقيقة دين الإسلام، الذي أرسل الله به الرسل، وأنزل به الكتب: أن يستسلم العبد لله، ولا يستسلم لغيره، مع الإيمان بالله في الباطن.

فالناس طبقات ثلاث:

الطبقة الأولى: هو الذي استسلم لله فقط، ولم يستسلم لغيره، وهو في الباطن مؤمن بالله ورسوله، إيمان وإخلاص: هذا المؤمن.

القسم الثاني: استسلم لله في الظاهر، لكن غير مؤمن في الباطن، هؤلاء هم المنافقون في الدرك الأسفل من النار، يصلون ويصومون ويجاهدون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ لكن غير مؤمن بالله ورسوله، كما حصل من المنافقين.

القسم الثالث: مستكبر عن الله، لا يستسلم لله، فهذا كافر مستكبر عن الله -مثل فرعون، مثل إبليس- هذا معترف في الباطن -مصدق في الباطن-، لكن غير منقاد، وغير مستسلم لله.

ولهذا اعترض إبليس على الله ؛ لما أمره الله بالسجود لآدم، قال له: ما أسجد لآدم ؛ أنا خير منه، أنا عنصري أحسن من عنصر آدم، عنصر آدم ما هو ؟ عنصر آدم: الطين، وأنا عنصري: النار، والنار أحسن من الطين، ولا يمكن أن يخضع الفاضل للمفضول.

عارض أمر الله، عنده نص من الله: " اسجد لآدم " ؟ قال: لا، أنا ما أسجد، عارض النص بالقياس الفاسد، أول من قاس قياسا فاسدا إبليس، قاس عنده قياس مقابل النص. فطرده الله، وصار، صار إيش ؟ شيطانا رجيما قوَّادا لكل شر وفتنة.

وكذلك فرعون: عنده النص، جاءه النص من موسى -عليه السلام- من الله ؛ فعارض ؛ فصار مستكبرا، نعم. فالناس طبقات ثلاث: مستسلم لله، ومؤمن في الباطن، هؤلاء المؤمنون ، مستسلم في الظاهر، غير مؤمن في الباطن. هؤلاء المنافقون ، غير مستسلم في الظاهر، وإن كان مصدقا في الباطن، هذا كافر مثل فرعون وإبليس، نعم.