الفائدة: ما ليلك بليل سارق

الإمام : عرفات بن حسن المحمديّ

المصدر :

تاريخ النشر:20-04-2017

شاهده :1034

قال عرفات بن حسن المحمديّ: (

عن عائشة رضي الله عنه قالت:

كان رجل أسود يأتي أبا بكر فيدنيه ويقرئه القرآن حتى بَعَثَ ساعيًا أو قال: سرية، فقال: أرسلني معه.

فقال: بل تمكث عندنا.

فأبى فأرسله معه، واستوصى به خيرًا فلم يغب عنه إلا قليلا حتى جاء قد قطعت يده !

فلما رآه أبو بكر فاضت عيناه وقال:

ما شأنك؟

قال: ما زدت على أنه كان يوليني شيئًا من عمله فخنته فريضة واحدة فقطع يدي.

[وفي رواية: من قطعك؟

قال: يعلى بن أمية ظلمًا.

قال: فقال له أبو بكر: لأكتبنَّ إليه وتوعده فبيناهم]

[قال: من قطعك؟

قال: أمير اليمن،

فقال أبو بكر: «لئن قدرتُ عليه»]

فقال أبو بكر: تجدون الذي قطع يد هذا يخون أكثر من عشرين فريضة، والله لئن كنت صادقًا لأقيدنَّك منه.

قال: ثم أدناه ولم يحول منزلته التي كانت له منه.

قال: وكان الرجل يقوم من الليل فيقرأ فإذا سمع أبو بكر صوته قال: تالله لرجل قطع هذا!

قال: فلم يغب إلا قليلا حتى فقد آل أبي بكر حليًا لهم ومتاعًا.

[في رواية: ثم إنهم فقدوا عِقْدًا لأسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق]

فقال أبو بكر: طرق الحي الليلة.

فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة والأخرى التي قطعت، فقال:

اللهم اظهر على من سرقهم أو نحو هذا.

اللهم أظهر على من سرق أهل هذا البيت الصالحين.

[اللهم عليك بمن بيت أهل هذا البيت الصالح]

قال: فما انتصف النهار حتى ظهروا على المتاع عنده،

[وفي رواية: فوجدوا الحلي عند صائغ زعم أن الأقطع جاءه به فاعترف به الأقطع أو شهد عليه به]

فقال له أبو بكر: ويلك إنك لقليل العلم بالله، فأمر به فقطعت رجله.

[وفي رواية: قال أبو بكر والله لدعاؤه على نفسه أشد عندي عليه من سرقته]

[وفي رواية: فقال أبو بكر: والله لغِرَّتِه بالله كان أشدَّ عليَّ مما صنع].

قال معمر: وأخبرني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر نحوه إلا أنه قال:

كان إذا سمع أبو بكر صوته من الليل قال: ما ليلك بليل سارق.

[صحيح]

•┈┈┈┈•✿ ❁ ✿•┈┈┈┈•

أخرجه عبد الزراق (١٨٧٧٤)، ومن الدارقطني (٣٤٠٣)، والبيهقي (٤٩/٨). وأخرجه مالك في الموطأ (٨٣٥/٢) من مرسل القاسم بن محمد.
وتابع مالكا سفيانُ بن عيينة كما في المشكل للطحاوي (٧٨/٥). وعن مالك أخرجه الشافعي في الأم (١٥٠/٦)، والطحاوي في المشكل (٥/٧٦-٧٧)، والبيهقي (٢٧٣/٨). وأخرجه الدارقطني (٣٤٠١) من مرسل نافع

)