مقال تصحيح خطأ تاريخي حول هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ خالد بن محمد بن عثمان

تصحيح خطأ تاريخي حول هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
الأحد 1 سبتمبر 2019    الموافق لـ : 01 محرم 1441
0
886

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه،
أما بعد، فإنه مما اشتُهر عند العامة أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة كان في أول المحرم، وهذا خطأ تاريخي غريب لا ينتبه إليه الخطباء في كل عام حين يتكلّمون عن الهجرة، فضلاً عن أن ينتبه إليه العوام.
والصواب أن هجرته صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأول.
قال أبو محمد عبد الملك بن هشام في “السيرة النبوية” (1/317): “فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول، إلى صفر من السنة الداخلة، حتى بنى له فيها مسجده ومساكنه”.
وقال أبو سرحان مسعود بن محمد بن علي السجلماسي الفاسي (ت 1119 ه) في “نفائس الدرر من أخبار سيد البشر” (2/362): “قال الحافظ ابن حجر: كان بين ابتداء هجرة الصحابة، وهجرته شهران ونصف على التحرير، والله أعلم.
أي؛ لأن ابتداء هجرة الصحابة كان في ذي الحجة، ومكث صلى الله عليه وسلم بقية ذي الحجة، والمحرم، وصفر، ثم أذن له في الهجرة هلال ربيع الأول فيما قاله ابن إسحاق، وكان خروجه صلى الله عليه وسلم أول يوم منه.
وقيل: لثلاث بقين من صفر، وجمع: فإنه خرج إلى الغار لثلاث بقين من صفر، وخرج منه غرة ربيع الأول.
وقيل: خرج لثمان خلون من ربيع الأول.
وخرج يوم الإثنين على مذهب الأكثر”.
وذكر ابن عبد البر في “الدرر في اختصار المغازي والسير” أن النبي صلى الله عليه وسلم وصل المدينة في يوم الثاني عشر من ربيع الأول.
وجاء في “صفوة السيرة النبوية” للحافظ ابن كثير (صنع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة) (2/125): “وقد كانت هجرته عليه السلام في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من بعثته عليه السلام، وذلك في يوم الإثنين”.
وقال يوسف النبهاني (ت 1350 ه) في “الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية” (1/89): “وخرج من مكة لهلال ربيع الأول، وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت منه”.
وقال الحافظ زين الدين العراقي في “نظم الدُّرر السنية في السيرة الزكية” (256-257):
“حتى إذا أتى إلى قُباء
نزلها بالسعد والهناء
في يوم الإثنين لثنتي عشره
من شهر مولدٍ فنعم الهجره”.

قلت: هكذا أطبقت كتب السيرة على أن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول.