مقال آداب إسلامية الشيخ حسن بن محمد الدغريري

آداب إسلامية
السبت 30 سبتمبر 2023    الموافق لـ : 15 ربيع أول 1445

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد:

لاشكَّ أنَّ من تمام الأخوَّة الإيمانية ردُّ السلام على من سلم عليك قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنةِ حتى تؤمِنوا، و لا تؤمنوا حتى تحابُّوا، ألا أدلُّكم على ما تحابُّون به ؟ قالوا: بلى، يا رسولَ اللهِ، قال: أَفشوا السلامَ بينَكم» رواه البخاري ومسلم؛ وفي الحديث «أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ» رواه البخاري في صحيحه؛ وللأسف أن يزهد كثير من الناس في هذه السنة ابتداء ورداً أو استبدالها بما هو أقلُّ منها فضلا وهديا، فعلينا بالاهتمام بها لما لها من فضل عظيم وأثر كبير على الفرد والمجتمع سواء كان ذلك كان مباشرة وفي واقع الناس أو عبر وسائل الإعلام المختلفة وفي مواقع التواصل خاصة، فلنساهم جميعا في نشر هذه السنَّة العظيمة والسعي في ردِّ السلام على من سلَّم علينا أو طرق بابنا وجوالاتنا وألاَّ ننشغل عن إخواننا وأهلينا وغيرهم عن ذلك أو نقطع التواصل معهم لدنيا فانية لا تساوي عند الله جناح بعوضة كما هو حاصل من بعض إخواننا الذين كانوا يردُّون السلام على من سلَّم عليهم ورفعوا سماعة هواتفهم وجوالاتهم؛ فلمَّا أغناهم الله من فضله ووصلوا إلى مناصب عليا تكبَّروا على إخوانهم وساءت علاقتهم مع أهليهم وأصدقاءهم فحصل من وراء ذلك شرٌ عظيم وفسادٌ كبير وقد قال الله تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ٠ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تَحاسدُوا ؛ وَلا تناجشُوا ؛ وَلا تَباغَضُوا ؛ وَلا تَدابرُوا ؛ وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ؛ وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا» رواه مسلم في صحيحه؛ فعلينا بالتواضع لتدوم والمحبة بيننا ونترك التكبُّر والتعالي ليحصل الوفاق والمودة فيما بيننا وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تعالى أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا؛ حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ، ولَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في صحيحه؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً ؛ قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ؛ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ؛ وغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم في صحيحه؛ هذه بعض الآداب الحسنة والأدلة عليها التي ينبغي التحلي بها أهل الإسلام عامة وأهل السنة السلفيين وطلاب العلم خاصة؛ والله نسأل أن يجمع كلمة المسلمين عامة والسلفيين خاصة على ما يحبه الله ويرضاه وأن يزيل عنهم مواطن الخلاف والنزاع وأن يجمعنا جميعا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة على رضا ربنا وجنته هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

أخوكم في الله ومحبكم فيه /
حسن بن محمد منصور دغريري
١٥ / ٣ / ١٤٤٥هـ