الإيمان بالقدر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي الدرس 1

الإيمان بالقدر ما يترتب على الإيمان والعمل الصالح من الثواب
الأربعاء 19 جويلية 2017    الموافق لـ : 24 شوال 1438
تحميل الشريط

عناصر الشريط

تفريغ الشريط

الإيمان بالقدر

ما يترتب على الإيمان والعمل الصالح من الثواب

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني، أشهد أنه رسول الله إلى الثقلين الجن والإنس، وإلى العرب والعجم، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه لا نبي بعده، أشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه من ربه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه وإخوانه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فإني أحمد الله -سبحانه وتعالى- إليكم الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن المزيد من فضله، وأسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما، وأن يجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما، وأن يجعل هذا الاجتماع اجتماع خير، تنزل عليه السكينة، وتغشاه الرحمة، وتحفه الملائكة، ويذكره الله فيمن عنده، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده .

أيها الإخوان، إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الخلق لحكمة عظيمة خلقهم لأمر جسيم، لم يخلقهم عبثا، ولم يتركهم سدى لا يؤمرون ولا ينهون في الدنيا، ولا يحاسبون ولا يجازون في الآخرة أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى خلق الثقلين الجن والإنس لأمر عظيم؛ ليعبدوه ويوحدوه ويطيعوه، خلقهم فرض عليهم الإيمان به، فرض عليهم الإيمان والعمل، ورتب على الإيمان والعمل الصالح الثواب العظيم والأجر الجسيم، والأجر الكبير، المؤمن الذي عمل الصالحات هو الذي يصدق الخبر عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي ينفذ الأوامر، أوامر الفعل وأوامر الترك، هو يمتثل أوامر الفعل، ويجتنب أوامر الترك، فالمؤمن هو المصدق، هو المصدق لأخبار الله المنفذ لأوامر الله، قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ومن كذب الخبر وأعرض عن الأمر فهو الكافر الذي يصلى النار التي تلظى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى الأشقى الكافر هو الذي كذب الخبر وتولى عن الأمر، والمؤمن هو الذي صدق الخبر ونفذ الأمر، ونفذ الأوامر، تنفيذ الأوامر هو عمل الصالحات، والإيمان هو التصديق، هذا الإيمان رتب الله عليه الثواب العظيم والأجر الجزيل.

قال الله -سبحانه وتعالى-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ فرتب الأجر العظيم على الإيمان والعمل الصالح، والإيمان هو تصديق الأخبار عن الله وعن رسوله، والعمل الصالح هو تنفيذ الأوامر، واستثنى الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين الذين يعملون الصالحات من أهل الخسارة والهلاك، فقال سبحانه -بسم الله الرحمن الرحيم-: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وقال سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ .