مولده :577هـ دمشق
وفاته :660هـ القاهرة
المصدر:
هو أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن مهذب السلمي المغربي الأصل الدمشقي ثم المصري الشافعي ، الملقب بسلطان العلماء ، وقد اشتهر بالعز بن عبد السلام .
مولده :
ولد بدمشق سنة (577هـ ) وقيل : سنة (578 هـ ) ، وتوفي بالقاهرة سنة (660هـ ) .
أعماله ومواقفه :
بعد أن تعلم العز ونضج ، بدأ يزاول حياته العملية في التدريس والإفتاء والقضاء والخطابة آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ، فكان لا يخشى في الله لومة لائم ، وقد اشتهر بمواقفه العظيمة في إقامة الحق وتغيير المنكر . فكانت له مواقف مع حكام عصره ، فقد أنكر على حاكم دمشق الصالح إسماعيل بن الكامل تحالفه مع الصليبيين ضد أخيه نجم الدين أيوب حاكم مصر ، وتسليمه لهم بعض حصون المسلمين ليساعدوه في محاربة أخيه الذي كان يريد أن ينتزع دمشق منه ، فأنكر الشيخ عليه وعرض به في الخطبة ولم يدع له كالعادة . فلما علم الصالح إسماعيل بذلك أمر بعزله عن الخطابة واعتقاله ، ثم أفرج عنه بعد محاورات ومراجعات ، فاتجه العز بعد ذلك إلى مصر ، فوصلها سنة 639 هـ فرحب به حاكمها نجم الدين أيوب ، فولاه الخطابة والقضاء فبدأ العز نشاطه في مصر بإقامة السنة ومحاربة البدعة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم ، وكانت له مواقف عظيمة مشهورة منها بيعه لأمراء المماليك الذين كان يستعملهم الملك نجم الدين في خدمته وجيشه وتصريف أمور الدولة ، فأبطل العز تصرفهم بالبيع والشراء ؛ لأن المملوك لا ينفذ تصرفه شرعا
وقد ضايقهم ذلك وعطل مصالحهم فراجعوه ، فقال : لا بد من إصلاح أمركم بأن يعقد لكم مجلس فتباعوا فيه ، ويرد ثمنكم إلى بيت مال المسلمين ، ثم يحصل عتقكم بطريق شرعي فينفذ تصرفكم ، فلما سمعوا هذا الحكم ازدادوا غيظا وقالوا : كيف يبيعنا هذا الشيخ ونحن ملوك الأرض ، ورفعوا الأمر للملك فغضب ، وقال : هذا ليس من اختصاص الشيخ ، وليس له شأن به فلما علم العز بذلك عزل نفسه عن القضاء وقرر الرحيل من مصر إلى الشام ، فتبعه العلماء والصلحاء والتجار والنساء والصبيان ، وجاء من همس في أذن الملك قائلا " متى راح الشيخ ذهب ملكك " ، فخرج الملك مسرعا ولحق بالعز وأدركه في الطريق وترضاه ، وطلب منه أن يعود وينفذ حكم الله . فرجع العز ونفذ شرع الله بأن باع أمراء المماليك ورد ثمنهم إلى بيت مال المسلمين . فهذا الموقف العظيم قد خلد ذكره وأقام منار الحق ، وأخضع الملك والأمراء المتكبرين على الشعب لحكم الله ، وحقق المساواة بين الحاكم والمحكوم أمام شرع الله . وقد اعتزل العز القضاء سنة (640هـ ) وتفرغ للإفتاء والتدريس والتأليف . وقد تخرج عليه طلاب كثيرون . منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد مجدد القرن الثامن ، فقد تأثر به في عمله وسلوكه . وهو الذي لقبه "بسلطان العلماء " . ومنهم جلال الدين الدشناوي ، وكان زاهدا ورعا وقد انتهت إليه رئاسة المذهب الشافعي بقوص إحدى مدن صعيد مصر . ومنهم أبو شامة المقدسي المؤرخ الكبير الجامع بين فنون العلم ، فقد لازم العز كثيرا وسافر معه وسجل كثيرا من أخباره .
شخصيته العلمية :
نبغ العز في علوم متعددة فترك فيها مؤلفات كثيرة غالبها رسائل
صغيرة وهو من الذي قيل فيهم : علمهم أكثر من تصانيفهم .
قال الذهبي : " وقرأ الأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف ، وبرع في المذهب ، وبلغ رتبة الاجتهاد ، وقصده الطلبة من الآفاق ، وتخرج به أئمة وله التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة " . وقد ترك لنا مؤلفات متنوعة في الفقه وقواعده تدل على سعة علمه وبعد نظره ودقة ملاحظته وكثرة اطلاعه . قال أكثر مترجميه : إنه بلغ رتبة الاجتهاد ، وقال ابن الحاجب : إنه أفقه من الغزالي ، وذكرت كتب التراجم أنه أول من ألقى التفسير دروسا في مصر .
فيظهر من هذا أن تدريس التفسير توقف فترة من الزمن بمصر واقتصر فيه على التأليف ، فأعاد العز تدريسه ، فكان أول من ألقاه دروسا بجانب العلوم الأخرى .
وقد اشتهر العز عند الباحثين بأنه فقيه مجتهد ولم يشتهر بالتفسير مع أنه ترك لنا ثروة عظيمة في التفسير احتوتها مؤلفاته المتعددة في التفسير وعلومه ، فله تفسير كامل للقرآن الكريم ، كما قام باختصار تفسير الماوردي " النكت والعيون " الذي أنا بصدد دراسته ، وألف في مجاز القرآن كتابه " الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز " ، أبرز فيه ما اشتمل عليه كتاب الله من فنون البيان والمعاني ، وحقق ما فيه من إعجاز لم يستطع العرب الفصحاء أن يأتوا بمثله رغم ما كانوا يجيدون من فنون القول .
كما ألف في متشابه القرآن كتابه " فوائد في مشكل القرآن " أجاب فيه على إشكالات قد ترد على بعض الآيات ، وجل هذه الإشكالات لغوية أو نحوية أو بلاغية .
والدارس لمؤلفات العز في التفسير وعلومه يلحظ تضلعه في اللغة وتمكنه من علم المعاني والبيان وسعة علمه بذلك ، لذا عني بالمعاني البيانية واللغوية ، وقد يستطرد فيذكر أصول الكلمات اللغوية ، ويستشهد عليها بالشعر ، فهو يرى أن تفسير القرآن يتوقف على معرفة اللغة ، وقد أوضح ذلك في كتابه "الإشارة إلى الإيجاز" فقال "ص279 " : وتتوقف معرفة القرآن على معرفة اللغة والإعراب .
قال ابن عباس : إذا أشكل عليكم شيء من القرآن فالتمسوه في الشعر ، فإنه ديوان العرب . فما كان موجبا للعمل جاز أن يستدل عليه بالآحاد والبيت والبيتين من الشعر ، وما كان موجبا للعلم فلا يستدل عليه بمثل ذلك .
هذا وهناك ضروب أخرى للتفسير ، وقواعد للترجيح ذكرها في الفصول التي ختم بها كتابه "الإشارة إلى الإيجاز " من ص259 إلى آخر الكتاب . تركت إيرادها خشية الإطالة ، وكلها تدل على سعة علم العز بالتفسير وتمكنه منه وبعد نظره فيه ، والذي أعانه على ذلك تمكنه من اللغة وعلم المعاني والأصول ، ولكن يلاحظ عليه أنه لم يطبق تلك القواعد في تفسيره المختصر فاكتفى بسرد أقوال المفسرين ، وبيان المعاني التي يحتملها اللفظ دون ترجيح إلا في حالات قليلة كما سيأتي بيانه .
عنوان | التاريخ | الاستماع | تحميل |
---|
مواعيد ماي 2024
الآن 45
هذا اليوم 7765
بالامس 5740
لهذا الأسبوع 35305
لهذا الشهر 24688
لهذه السنة 798959
منذ البدء 13068716
تاريخ البدء 2015/05/05
أعلى إحصائية 18201
بتاريخ 2019/11/14