خطبة صيام يوم عاشوراء الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

صيام يوم عاشوراء
الجمعة 22 مارس 2002    الموافق لـ : 08 محرم 1423
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

صيام يوم عاشوراء

خطبة جمعة بتاريخ / 8-1-1423 هـ

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلّم تسليماً كثيرا .

أما بعد أيّها المؤمنون عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله ؛ فإنّ من اتقى الله وقاه وهداه إلى صالح أمر دينه ودنياه .

ثم اعلموا رحمكم الله : أن من القصص العجيب الذي أعاده الله في القرآن وثنَّاه قصة موسى عليه السلام مع فرعون؛ لكونها مشتملة على حكمٍ عظيمة وعبرٍ بالغة وعظاتٍ مؤثرة ، وفيها نبأه سبحانه مع المؤمنين والظالمين بإعزاز المؤمنين ونصرهم وإذلال الكافرين وخذلانهم ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:2-٤] .

عباد الله : ولما أراد الله جلّ وعلا إنقاذ هذا الشعب المظلوم من ظلم فرعون وطغيانه وتكبّره وعدوانه أجرى من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون ولا أولياءه ولا أعداءه ؛ حيث أمر سبحانه أمَّ موسى عليه السلام أن تضع وليدها موسى في تابوتٍ مغلق ثم تلقيه في اليّم ، ووعدها تبارك وتعالى بحفظه وبشَّرها بأنه سيردُّه إليها وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم وأنه سبحانه سيجعله من المرسلين ﴿وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص:٧] ، ففعَلت ما أُمِرت به ، وساق الله جلّ وعلا هذا التابوت وبداخله موسى عليه السلام يتقاذفه الموجّ إلى أن وصل إلى مكان قريب من فرعون وآله ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾[القصص:٨] ، وفي هذا أن الحذر لا ينفع من القدر ؛ فإن الذي خاف منه فرعون وقتل أبناء بني إسرائيل لأجله قيَّض الله جلّ وعلا أن ينشأ في بيته ويترب تحت يده وعلى نظره وفي كفالته ، ومن لطف الله جلّ وعلا بموسى وأمه أن منعه من قبول الرضاعة من ثدي أي امرأة ، فأخرجوه إلى السوق لعلهم يجدون من يقبل منها الرضاع فجاءت أخته وهو بتلك الحال ﴿فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾[القصص:١٢] فاشتملت مقالتها هذه على الترغيب في أهل هذا البيت وبيان ما هم عليه من تمام الحفظ وحسن الكفالة ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [القصص:١٣] .

ولما بلغ عليه السلام أشده واستوي آتاه الله حكما وعلما ؛ حكماً يعرف به الأحكام الشرعية والفصل بين الناس، وعلما ًكثيراً غزيرا . ثم جرت أحداث منها : قتل موسى عليه السلام للقبطي ، وتشاور ملأ فرعون مع فرعون على قتله واجتمع رأيهم على ذلك ، ويبلغ موسى الخبر فيخرج من مصر خائفاً يترقب ودعا الله ﴿ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [القصص:٢١] وأكرمه الله جلّ وعلا في رحلته تلك بالزواج من امرأة صالحة ، ثم إنه أكرمه بأعظم كرامة وحباه بأعظم نعمة فجعله من المرسلين ﴿ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأعراف:١٤٤] ، وأيَّده تبارك وتعالى بالحجج الباهرة والبراهين الظاهرة ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ [القصص:٣٢] .

ويأمره تبارك وتعالى بالتوجه إلى فرعون لدعوته وأمره أن يقول له قولا ليناً لعله يتذكر أو يخشى ، ويطلب موسى من الله جلّ وعلا أن يعينه على ما حمّله وأن يسدده فيما وكَل إليه ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾[القصص:٣٣-٣٤]  ، فأجابه الله جلّ وعلا فيما سأل ﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾[القصص:٣٥] ، ويأتي الأمر الإلهي إلى موسى وأخيه عليهما السلام لإنفاذ هذه المهمة وأداء هذا المطلب العظيم ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [طه:٤2-٤٨] ؛ ويتوجه موسى وأخوه هارون عليهما السلام بكل شجاعةٍ وقوة وثبات قلب لتبليغ رسالة الله وتنفيذ أمره سبحانه .

عباد الله : لقد أرسل الله جلّ وعلا موسى عليه السلام بالآيات والسلطان المبين إلى فرعون الذي تكبر على الملأ وقال ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات:٢٤] ؛ فجاءه موسى بالآيات البينّات ودعاه إلى توحيد ربّ الأرض والسموات، فقال فرعون منكِراً وجاحدا ﴿ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين ﴾ [الشعراء:٢٣] ، فأنكر فرعون الربَّ العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسموات وكان له آية في كل شيءٍ من المخلوقات ، فأجابه موسى هو ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ [الشعراء:٢٤] ، ففي السموات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين، فقال فرعون لمن حوله ساخراً ومستهزئاً بموسى ﴿ أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ [الشعراء:٢٥] ، فذكّره موسى عليه السلام أصله وأنه مخلوق من العدم وصائرٌ إلى العدم كما عُدم آباؤه الأولون ؛ فقال موسى هو ﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ [الشعراء:٢٦] ، وحينئذ بُهت فرعون فادَّعى دعوى المكابر المغبون فـقال ﴿ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ [الشعراء:٢٧] ، وطعن بالرسول والمرسِل فردّ عليه موسى ذلك وبيَّن له أن الجنون حقاً إنما هو إنكار الخالق العظيم فقال عليه السلام : ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الشعراء:٢٨] ، فلم يجد فرعون أيّ حجّة فلجأ إلى التهديد والتوعد بالسَّجن والعقوبة فقال: ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [الشعراء:٢٩] ، وما زال موسى عليه السلام يأتي بالآيات كالشمس ، وفرعون يحاول بكل جُهده ودعايته أن يقضي عليها بالرّد والطمس حتى قال لقومه: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ﴾ [الزخرف:٥١–٥6] .

وكان من قصة إغراقهم عباد الله : أن الله عز وجلّ أوصى موسى عليه السلام أن يسري بقومه ليلاً من مصر فاهتم لذلك فرعون اهتماماً عظيما ، فأرسل في جميع مدائن مصر أن يُحشر الناس للوصول إليه لأمرٍ أراده الله تبارك وتعالى ، فجمع فرعون قومه وخرجوا في إثر موسى عليه السلام متجهين إلى البحر ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء:٦١] ؛ البحر من أمامنا فإن خضناه غرقنا ، وفرعون ومن معه خلفنا فإن وقفنا أُدركنا ، فقال موسى عليه السلام : ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء:٦٢] ، فلما بلغ البحر أمره الله تبارك وتعالى أن يضربه بعصاه ، وانفلق البحر اثني عشرة طريقا ، وصار الماء السيّال بين هذه الطرق كأطواد الجبال ، فلما تكامل موسى وقومه خارجين وتكامل فرعون ومن معه داخلين أمر الله تبارك وتعالى البحر أن يعود كما كان إلى حاله فانطبق على فرعون وجنوده فكانوا من المغرقين .

فانظروا - رحمكم الله - إلى ما في هذه القصة العجيبة من العبر والآيات ؛ كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفاً من موسى  فتربى موسى في بيته وتحت حجر امرأته !! وكيف قابل موسى هذا الجبار العنيد مصرِّحاً معلناً بالحق هاتفا به : ألا إن ربكم هو الله رب العالمين فأنجاه الله جلّ وعلا منه !! وكيف كان الماء السيّال جامدا ًكالجبال بقدرة الله تبارك وتعالى وكان الطريق يبساً لا وَحل فيه ولا زلق !! وكيف أهلك الله جلّ وعلا هذا الجبار العنيد بمثل ما كان يفتخر به على قومه ، فقد كان يفتخر بالأنهار التي تجري من تحته فأهلكه الله بالماء !! .

ولاشك عباد الله :  أن ظهور آيات الله في مخلوقاته نعمة كبرى يستحق عليها الحمد والشكر ؛ خصوصاً عباد الله إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه ودحر أعدائه سبحانه وتعالى ، ولذلك لما قدِم نبينا صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من هذا الشهر -  شهر المحرم - ويقولون إنه يوم نجَّى الله تبارك وتعالى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ )) ، وسئل صلوات الله وسلامه عليه عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال صلوات الله وسلامه عليه: ((أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ )) .

عباد الله: فينبغي على المسلم أن يصوم يوم عاشوراء وكذلك اليوم التاسع لتحصل بذلك مخالفة اليهود التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم . والصيام - عباد الله - غداً واليوم الذي بعده السبت والأحد .

أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أما بعد عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، والتزود في هذه الحياة بالأعمال الصالحة المقربة إلى الله تبارك وتعالى وأن لا يفوّت المؤمن الأيام الطيبة التي ينبغي له أن ينافس فيها على طاعة الله ؛ ومن ذلك عباد الله : صيام هذا اليوم المبارك الذي احتسب فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الله جلّ وعلا أن يكفر السنة التي قبله ، والمراد بالتكفير هنا تكفير الصغائر، أما الكبائر - عباد الله - فلا يكفرها إلا التوبة النصوح إلى الله جلّ وعلا . نسأل الله جلّ وعلا أن يتوب علينا وعليكم وأن يغفر لنا ولكم وأن يعيننا وإياكم على طاعته ، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل .

وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا))  .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبى بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وأبي السبطين علي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمّر أعداء الدين ، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله ، ووفق جميع ولاّة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

اللهم آت نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغني ، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير ، والموت راحةً لنا من كل شر،  اللهم أصلح ذات بيننا وألّف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا ، واجعلنا مباركين أينما كنا . اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك معترفين لك بها مستعملين لها في طاعتك يا حي يا قيوم . ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ، اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصحة والعافية والسلامة لعموم المسلمين ، اللهم فرج همّ المهمومين من المسلمين ، ونفِّس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين يا ذا الجلال والإكرام ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة  حسنة وقنا عذاب النار . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين  .