خطبة فضائل لا إله إلا الله الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

فضائل لا إله إلا الله
الجمعة 19 فيفري 2010    الموافق لـ : 05 ربيع أول 1431
تحميل الخطبة

تفريغ الخطبة

فضائل لا إله إلا الله

خطبة جمعة بتاريخ / 5-3-1431 هـ

 

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، مَن يهده اللهُ فلا مضلّ له ، ومَن يُضلل فلا هاديَ له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وخليلُه وأمينُه على وحيِه ومبلِّغُ الناسِ شرعَه ؛ فصلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله : اتقوا الله تعالى ، وراقبوه مراقبةَ مَن يعلم أنّ ربَّه يسمعُه ويراه .

عباد الله : إن أعظمَ الكلمات على الإطلاقِ وأجلَّها وأرفعَها شأنًا وأعلاها مكانةً كلمةُ التوحيدِ لا إله إلا اللهُ ؛ تلك الكلمةُ العظيمةُ التي لأجلِها قامت السماواتُ والأرضُ ، ولأجلِها خُلِقت المخلوقاتُ ، لأجلِها أُنزِلتْ كتُبُ الله جلَّ وعلا ، ولأجلِها أُرسِلتْ الرسلُ ، ولأجلِها خُلِقتْ الجنَّةُ ، فمَن كان من أهل لا إله إلا اللهُ كان من أهل الجنّةِ ، ومَن نكَصَ عنها كان من أهل النار .

عباد الله : إنها كلمةٌ عظيمة لها فضائلُ عظيمةٌ ومزايا جمَّةٌ لا يمكن عدُّها وليس من السهل حصرُها واستقصاؤها.

فمِن فضائلِ هذه الكلمةِ العظيمةِ - عباد الله- : أنَّ اللهَ عز وجل نعتَها في القرآنِ بنعُوتٍ عظيمةٍ تدلُّ على عِظَمِ شأنِها وجلالةِ أمرِها ؛ ومن ذلكم - عباد الله- : أنَّ الله عز وجل وصَفها بالكلمةِ الطيّبة في قوله جلَّ وعلا : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم:24] ، ووصَفها بالقولِ الثابتِ في قوله جل وعلا : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ} [إبراهيم:27] ، ووصَفها جلَّ وعلا بكلمةِ التقوى في قوله جلَّ وعلا : {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}[الفتح:26] ، ووصفها جلَّ وعلا بدعوة الحقِّ في قوله سبحانه : {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}[الرعد:14] ، ووصَفها جلَّ وعلا بالعُروةِ الوُثقى وذلك في قوله سبحانه : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا}[البقرة:256] ، إلى غير ذلكم من الصفاتِ العظيمةِ والمزايا الكريمةِ والنُّعوتِ المباركةِ التي نُعِتتْ بها هذه الكلمة ؛ كلمةِ التوحيدِ لا إله إلا اللهُ .

وهي - عباد الله- أولُ كلمةٍ تَقْرعُ سمْعَ الأقوام من أنبيائهم ؛ فأولُّ ما يبدأ الأنبياءُ أقوامَهم بالدعوة يبدؤونهم بهذه الكلمةِ العظيمةِ ، فهي زُبْدةُ دعوةِ النبيّين وخُلاصةُ رسالتِهم ، وهي - عباد الله- أجلُّ نِعَمِ الله على عباده وأفضلُ مِنَنه ولِهذا بدأ بها سبحانه في سورةِ النحل المعروفةِ بسورةِ النِّعَم، قال الله تعالى : {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل:1-2] .

وهي الكلمةُ - عباد الله-  التي جعلها إبراهيم الخليل عليه السلام باقيةً في عَقِبه كما قال الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف:26-28] .

عباد الله : ولقد جاء في السُّنّةِ النبوية أحاديثُ كثيرةٌ عن نبيِّنا عليه الصلاة والسلام في بيانِ فضلِ هذه الكلمة وعِظَمِ شأنِها مِمَّا يَضيقُ المقام بذكرها وعدِّها :

فمِن ذلكم - عباد الله -: أنَّ نبينا عليه الصلاة والسلام عدَّها أفضلَ الذكرِ وأعلا شأنها كما في الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) . وأخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ هذه الكلمة هي خيرُ كلمةٍ قالها نبيٌّ ، كما جاء في الترمذي وغيره عنه صلواتُ الله وسلامُه عليه أنّه قال: ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )).

ومن فضائلها في السُّنّة - عباد الله- : أنّ نبيّنا عليه الصلاة والسلام أخبر أنّها لو وُضِعتْ في كِفّةٍ والسماواتُ السبعُ والأرَضونَ السبعُ في كِفّةٍ لمَالتْ بهنّ لا إله إلا اللهُ ، ففي المسندِ بإسنادٍ ثابتٍ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال : ((إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ : ... آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )) .

وأخبر عليه الصلاة والسلام كما في المسْند وسنن ابن ماجة وغيرهما بِثَقَلِ لا إله إلا اللهُ في الميزان ؛ ففي الحديثِ عنه صلواتُ الله وسلامُه عليه أنّه قال :  (( يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ ؟ ثُمَّ يَقُولُ أَلَكَ عَنْ ذَلِكَ حَسَنَةٌ ؟ فَيُهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ لَا ، فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ ، فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ )) .

عباد الله : إنَّ الواجبَ علينا أُمَّةَ الإسلام أنَّ نعرِفَ لهذه النِّعمةِ قدرَها ومكانتَها ؛ أنْ عرَّفَنا ربُّنا جلَّ وعلا بلا إله إلا اللهُ ، قال سفيانُ بنُ عُيينةَ رحمه الله: "ما أَنعمَ اللهُ على عبْدٍ من عبادِه نِعمةً أعظمَ من أنْ عرَّفَه بلا إله إلا اللهُ " .

فللّهِ الحمدُ أولاً وآخرًا ، وله الشكرُ ظاهرًا وباطنًا ؛ أنْ عرَّفَنا لا إله إلا اللهُ وأنْ جعلَنا من أهلها ، اللهمَّ أحينا من أهل لا إله إلا اللهُ ، وتوفّنا على هذه الكلمةِ ، واجعلها آخرَ كلمةٍ نقولها في هذه الحياةِ .

أقولُ هذا القول واستغفر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية :

الحمدُ لله عظيمِ الإحسانِ ، واسعِ الفضلِ والجودِ والامتنانِ ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ؛ صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى ، واعلموا - رعاكم الله- أنّ هذه الكلمةَ العظيمةَ ليست بنافعةٍ لقائِلها ما لم يُحقِّق ضوابطَها المعلومةَ في كتاب اللهِ عز وجل وسُنَّةِ نبيّهِ صلواتُ الله وسلامُه عليه .

قيل لوَهْبٍ رحمه الله تعالى : " أَليستْ لا إله إلا اللهُ مفتاحُ الجنةِ ؟ قال: بلى ؛ ولكنْ ما مِن مفتاحٍ إلا وله أسنان، فإذا جئتَ بمفتاحٍ له أسنان فُتِحَ لك ، وإلا لم يُفتَح " ؛ يشيرُ بذلك إلى أهميةِ شروطِ لا إله إلا الله وعِظَمِ مكانةِ ضابِطِها وقيودِها المعلومةِ في كتاب اللهِ وسُنّةِ نبيّه صلواتُ الله وسلامُه عليه . وهي - عباد الله- :

العلمُ بمعناها المنافي للجهلِ ، كما قال اللهُ تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] .

واليقينُ بها المنافي للشَكِّ، كما قال اللهُ سبحانه:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:15] أي: أيقَنوا ولمْ يشكُّوا .

مع الإخلاصِ - عباد الله- كما قال اللهُ جلَّ وعلا: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البيّنة:5] .

وأنْ يكونَ قائلُها صادِقًا يقولُها بقلبِه ولسانِه فيُواطيءُ القلبُ اللسانَ ، ولهذا قال الله عز وجل في ذمِّ المنافقين: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1] أي: أنَّ ما قالوه بألسنتهم ليس قائمًا ولا ثابتًا في قلوبِهم.

ولا بُدَّ - عباد الله- من محبةِ اللهِ ومحبةِ هذه الكلمة ومحبةِ ما يحبُّه الله عز وجل وتقديمُ محبتِه جلَّ وعلا على كلِّ المحابِّ ، قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة:165] .

ولا بُدَّ - عباد الله- من القَبول لهذه الكلمةِ خلافًا لِحال مَن قال اللهُ عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } [الصافات:35-36] .

ولا بُدَّ - عباد الله - من الانقيادِ لأوامرِ الله والاستسلامِ لشرعِ الله ؛ فبذلكم - عباد الله- يكون قائلُ لا إله إلا اللهُ من أهلها حقًا وصِدقًا .

وقد قال أهلُ العلمِ رحمهم الله تعالى : " لا بُدَّ في لا إله إلا اللهُ من أمورٍ ثلاثةٍ: العلمُ والعملُ والصدقُ ؛ فبالعلمِ ينجو من طريقةِ النصارى الذين يعملون ولا يعلمون ، وبالعملِ ينجو من طريقةِ اليهود الذين يعلمون ولا يعملون ، وبالصدقِ – عباد الله - ينجو من طريقةِ المنافقين الذين يُظهِرون ما لا يُبطِنون ".

وإنَّا لنسألُ اللهَ عز وجل أنْ يجعلنا أجمعين من أهلِ لا إله إلا اللهُ حقًّا وصدقًا ، إنَّه جلَّ وعلا سميعُ الدعاءِ وأهلُ الرجاءِ وهو حسبُنا ونِعمَ الوكيل ِ.

وصلُّوا وسلِّموا –رحمكم الله- على محمدِ بن عبدِ الله كما أمركم الله في كتابه فقال : )إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً( [الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا)) .

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد . وارضَ اللهمّ عن الخلفاءِ الراشدين ، وعن الصحابةِ أجمعين ، اللهمَّ وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشرك والمشركين . اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتَنا وولاة أمورِنا ، اللهمَّ وفِّق وليَّ أمرنا لِهُداك، واجعل عملَه في رضاك .

اللهمّ آتِ نفوسَنا تقواها ، زكِّها أنت خير مَن زكّاها، أنت وليُّها ومولاها ، اللهمَّ وأصلح لنا شأنَنا كلَّه . ربَّنا إنا ظلمنا أنفسَنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين، ربنَّا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النار.

عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ) وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( .